15:22مساءً..
أنهت الأستاذة درس مادة الاجتماعيات منذ دقائق قليلة ، حدثتنا عن المنظمة الخاصة التي تأسست سنة 1947، فأخبرتنا أن تلك المنظمة كُلفت بالإعداد للكفاح المسلح وأُسندت لمحمد بلوزداد..
حينها توقفت عند تلك النقطة فقالت لنا: "أن محمد بلوزداد حينها سنه لم يكن يتجاوز السابعة عشر.."
لم يتجاوز السابعة عشر! وقد كُلف بالإعداد لثورة من أعظم الثورات التي خطها التاريخ ، أي كرامة وعزة كان يملكها هذا الرجل يَحُزُ في نفسي أن أُلقبه بالفتى! أي تفكير كان يملكه! وأي سداد رأيٍ قد أنعم اللَّه عليه به! ألقيت نظرة حينها على الماضي فقلت في نفسي ما أحوجنا إلى شخص كهذا في وقت أصبح فيه كثير من الفتيان يتشبهون بالنساء ،وآخرون يسلكون طريق المهلوسات والمخدرات في سن صغيرة ،وكثيرون هم من يتباهون بشجاراتهم مع آباءهم وصراخهم في وجه أمهاتهم ، ما أحوجنا إلى أشخاص أمثالهم ، ما أحوجنا إلى نخوتهم وكبرياءهم وعقيدتهم ،لكنني ما إن لبثت حتى أدركت أنهم بقوا في الماضي وأثرهم بقى هناك...
كانت لازلت حينها الأستاذة تُحدثنا عنه فقالت بلهجة ساخرة "بلوزداد في سن 17سنة أسندوا له منظمة سرية تخطط لأعظم ثورة في التاريخ واليوم أنتم طولكم يفوق طولي لكنكم لازلتم أطفالاً عقولكم تأبى النضج" ولشدة تفاهتهم ضحكوا على هذه الكلمات أيضًا! أي كبرياء هذا وأي كرامة! أن يقول لك الشخص طولك يفوق طولي لكن عقلك لازال عقل طفل فتضحك له أي نُخوة هذه!
حينها عدت لما قاله محمود درويش:" أيها الأموات تحت الأرض عودوا فالأحياء فوق الأرض قد ماتوا"
فيا ليتكم عدتم لتبصروا ما فعلوه بالجزائر التي ضحيتم لأجلها..
ياليتكم عدتم لتروا الواقع الذي صنعوه في بلد سُقي بدماءكم..
نحن بحاجتكم من جديد ،وأكثر من ذي قبل فأبناء هذا الوطن الآن قد نسوا الماضي الأليم الذي عاشه وطنهم والذين ينسون الماضي محكوم عليهم بإعادته ، وإذا أعدناه هذه المرة لا أظن أن هناك من سينجينا فقليلون هم أو الأصح نادرون من يشبهونكم...
مختلسات سردية من حصة التاريخ التي أحب.. ⁦⁦♡
15:22مساءً.. أنهت الأستاذة درس مادة الاجتماعيات منذ دقائق قليلة ، حدثتنا عن المنظمة الخاصة التي تأسست سنة 1947، فأخبرتنا أن تلك المنظمة كُلفت بالإعداد للكفاح المسلح وأُسندت لمحمد بلوزداد.. حينها توقفت عند تلك النقطة فقالت لنا: "أن محمد بلوزداد حينها سنه لم يكن يتجاوز السابعة عشر.." لم يتجاوز السابعة عشر! وقد كُلف بالإعداد لثورة من أعظم الثورات التي خطها التاريخ ، أي كرامة وعزة كان يملكها هذا الرجل يَحُزُ في نفسي أن أُلقبه بالفتى! أي تفكير كان يملكه! وأي سداد رأيٍ قد أنعم اللَّه عليه به! ألقيت نظرة حينها على الماضي فقلت في نفسي ما أحوجنا إلى شخص كهذا في وقت أصبح فيه كثير من الفتيان يتشبهون بالنساء ،وآخرون يسلكون طريق المهلوسات والمخدرات في سن صغيرة ،وكثيرون هم من يتباهون بشجاراتهم مع آباءهم وصراخهم في وجه أمهاتهم ، ما أحوجنا إلى أشخاص أمثالهم ، ما أحوجنا إلى نخوتهم وكبرياءهم وعقيدتهم ،لكنني ما إن لبثت حتى أدركت أنهم بقوا في الماضي وأثرهم بقى هناك... كانت لازلت حينها الأستاذة تُحدثنا عنه فقالت بلهجة ساخرة "بلوزداد في سن 17سنة أسندوا له منظمة سرية تخطط لأعظم ثورة في التاريخ واليوم أنتم طولكم يفوق طولي لكنكم لازلتم أطفالاً عقولكم تأبى النضج" ولشدة تفاهتهم ضحكوا على هذه الكلمات أيضًا! أي كبرياء هذا وأي كرامة! أن يقول لك الشخص طولك يفوق طولي لكن عقلك لازال عقل طفل فتضحك له أي نُخوة هذه! حينها عدت لما قاله محمود درويش:" أيها الأموات تحت الأرض عودوا فالأحياء فوق الأرض قد ماتوا" فيا ليتكم عدتم لتبصروا ما فعلوه بالجزائر التي ضحيتم لأجلها.. ياليتكم عدتم لتروا الواقع الذي صنعوه في بلد سُقي بدماءكم.. نحن بحاجتكم من جديد ،وأكثر من ذي قبل فأبناء هذا الوطن الآن قد نسوا الماضي الأليم الذي عاشه وطنهم والذين ينسون الماضي محكوم عليهم بإعادته ، وإذا أعدناه هذه المرة لا أظن أن هناك من سينجينا فقليلون هم أو الأصح نادرون من يشبهونكم... مختلسات سردية من حصة التاريخ التي أحب.. ⁦⁦♡
Love
1
1 Comments 0 Shares 3858 Views